الجمعة، 29 أبريل 2011

سنرجع يوماً


لا أدري لماذا تزداد جرعات "الوطنية" والإصرار على تمثيل الوطن في شتى المحافل خارج الوطن ؟!
هل هي حالة عامة عند الجميع , أم انها موجودة عندنا , نحن الفلسطينيون , كحالة خاصة عززتها مأساتنا  لنثبت أنه " نحن هنا " ؟؟!
أحياناً أري الأمر طبيعياً , فمن يعيش خارج أرضه يدفعه شوقه وحبه لوطنه للتعبير والتواجد وإثبات كينونته
وأحياناً اخرى أجد الأمر مبالغا ً فيه ....
 كان الحديث مع زملاء من بلدان مختلفة حول هذا الموضوع , فكان أغلبهم مجمعون أن الأمر لا يعنيهم وأنه " عادي " ولكن عندنا , أنا وأصدقائي الفلسطينين , كان مختلفاً , فالتجهيز         " للقرية العالمية " , وهو نشاط يعرض من خلاله الطلاب من مختلف الجنسيات ما يحلو لهم عن بلادهم , كان منذ فترة وكان الإصرار موجوداً للتواجد وعرض قضيتنا  ومعاناتنا وتطلعاتنا وآمالنا أيضاً ...
بدأنا التجهيز , وبدأت أنا بتعليق العلم , الكوفيات , أثواب  قديمة مطرزة وقلادات وما إلي ذلك من أشياء تعني لنا الكثير ك " مفتاح العودة " الذي يرمز لقضية اللاجئين والذي جذب إنتباه الجميع ....
كان الشعور الطاغي أننا في مهمة رسمية من أجل اثبات "أننا هنا" , من أجل إيصال رسلة بأنه هناك شعب مظلوم مقهور على هذه الأرض ينشد حريته شأنه شأن بقية الشعوب ....
كانت السعادة كبيرة ولا توصف عندما بدأ الزوار بالتوافد على قسم " فلسطين " وكانت السعادة أكبر في الإجابة عن أسئلتهم التى كانت تنم عن تضليل وعدم فهم لقضيتنا ومعاناة شعبنا .....
وختم اليوم بعرض " دبكة " أبهرت الجميع ...

كان يوماً " وطنياً " جميلا ً ....
إنتهي وأغنية " سنرجع يوماً إلي حيينا "  تتردد طوال الطريق في ذهني 


سنرجع يوماً .. إن شاء الله


سنرجع يوماً , للسيدة فيروز

الخميس، 21 أبريل 2011

مرت سنة


قبول الجامعه - طلب الفيزا -  رفض الطلب - الكفيل - الفيزا طلعت - استنا المعبر - الله يستر - اسطول الحرية - المعبر فتح - شد العزال ويلا - وداع- معبر رفح - ترحيل 
- مطار القاهرة  - تاني مرة طيارة - أفكار - مطار فرانكفورت - أول مرة قطار - مالك - الجامعة - دور على سكن - كورس اللغة - مدرس لغة عربية - رمضان - خالي - أول يوم محاضرات - تعلم الطبخ - مركز الأبحاث - ضغط دراسة - مدينة الألعاب - أول مرة إستاد - أول مرة سينيما - خماسية برشلونة - رأس السنة - عودة - كل يوم جمعه - ثورات عربية - امتحانات - ضغط تاني 

وها أنا ذا , سنة أو أقل قليلاً على غربتي
انقضت سريعاً ..جداً

بحلوها ومرها ..
بعيداً عن أهلي وأحبتي
ولكنهم معي .. بقلوبهم
وهم معي أينما ذهبت 
:(




الخميس، 14 أبريل 2011

حوار مع زميلتي الملحدة



أمرهم غريب جداً  , تجدهم يؤمنون ويدافعون بقوة عن "نظرية التطور" ويزعمون أن أصل الإنسان " قرد " على الرغم من عدم رؤيتهم لأي قرد يتحول , بينما لا يؤمنون بالله أو بوجود خالق أصلاً !
في بداية حواراتي معها, كنت أجد صعوبة في تخيل وجود إنسان يستطيع أن يتفوه بهذه الخزعبلات التي تنافي العقل والمنطق والطبيعة وكل شئ , ولكن بعد احتكاكي بهم وبطريقة عيشهم المادية جدا ً وفراغهم الروحي القاتل, بدأت أتفهم نوعاً ما طريقة تفكيرهم وطريقة عيشهم وأسباب إلحادهم.
كانت البداية مع زميلة "ملحدة" مهتمة بالإسلام وتريد تعلم اللغة العربية لتقرأ القرآن , وبعد فترة بدأت النقاشات في الخلق والكون والأديان السماوية والقوانين والخير والشر والموت والحياة ....وبدأت الحوارات بيننا من أسبوع لآخر ..............
كانت هذه "التائهة" تبحث عن شئ لا تعرفه ,  شيئاً ما غائب عنها ..... شئ يجعل جودة حياتها " المادية " تؤول إلي لاشئ في كتير من الأحيان لفراغ روحي حرمها من كل شئ , شئ يصبغ وجهها بحمرة الخجل عندما تقول " لا أؤمن بوجود إله " , شئ يجعلها لا تتفوه بهذه الكلمة كتيراً لانها تشعر أنها غير مناسبة , وتتنافي مع كل ذرة في داخلها دون أن تشعر , شئ يجعلها لا تقول بأنها " ملحدة " صراحةً وتحاول تجميلها بعبارات أخرى أقل مصادمة لطبيعتها ........
 إنها " فطرتها " التي طمستها حياتهم المادية وأبعدتهم عن كل ما يمت للدين بصلة , إنها الفطرة التي كنت دائماً ما أقول لها أنها  هي ذاك الشئ الذي يمنعك من الإطمئنان تمام الطمأنينة لهذه الأقاويل التي يقولها لسانك دون أن يقبلها قلبك , فطرة وضعها الله بداخلنا لنميز الخير والشر , والخطأ و الصواب حتى وإن نُحيت هذه الفطرة بفعل حياتهم المادية فإنها ستظل ذاك الشئ الذي يجعلهم لا يستمتعون بحياتهم كما ينبغي ويشعرهم بوجود النقص.
كانت هذه الحوارات تتطلب مني البحث والقراءة بشكل مكثف لمعرفة كيفية الردود على شبهاتهم وأفكارهم وآرائهم الفاسدة , فقد استمتعت واستفدت كثيراً في القراءة فيما يختص بهذه النقاشات وخصوصاً كتاب الدكتور مصطفي محمود "حوار مع صديقي الملحد" والذي اقتبست منه عنوان هذه التدوينة , فقراءة هذه النوعية من الكتابات والدخول في هكذا حوارات  تجعلك تشعر بواجبنا كمسلمين تجاه هؤلاء الناس المحرمون الذين كنت أحسبهم أشراراً ووحوشاً بشريةً , فاكتشفت أنهم أناس مضللون ميتون لنا عليهم واجب كبشر في نشر رسالتنا وتوضيحها وتبيينها لتكون عليهم حجة ولنبرأ أمام الله من كفرهم وإلحادهم.
في كل مرة كنت أقول " الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة " ,فقد كان من الممكن أن أنشأ أنا , أو أي مسلم آخر , في بيئة كبيئتها ومن يدري كيف ستكون حياتي عندئذ , فالحمد لله على نعمة الإسلام .
بينها وبين أن تسلم بإذن الله الشئ القليل
ادعو لها ان يهديها للإسلام وأن يثبتها